غلاء المهور .. تجارة مربحة أم قيود لا حاجة لها؟ !!-تقرير اخباري-
بقلم الزميل:إبراهيم اسليم

ويضيف مشهور متنهدا ً ان أهل العروس يريدون ان يزوجو بناتهم بمهور عاليه لكي يتحدث عنهم الناس بأنهم لم يزوجو بناتهم برخيص.
أما احمد اشتية “25عاما” من سكان سلفيت وضع يده على خده قائلا ً “أنه تقدم لعروس من المدينة وبسبب المهر العالي الذي طلبه أهل العروس لم يستطع الارتباط اذ حدد الأهل فتره زمنية معينه من أجل قيامه بتوفير المهر المطلوب وإلا سوف يزوجون البنت لشخص أخر ويقول وقد بدأت عيناه تدمع ” راحت البنت ولم استطع الزواج بها”.
وتعلق فاطمة أسليم “وهي في بداية العشرينيات من العمر” من مدينة سلفيت, أنها لا تقبل الزواج بشاب لا يستطيع توفير المهر المطلوب، لأنه حسب وصفها ” إذا لم يستطع توفير المهر كيف سيستطيع ان يعيشني حياة ارغب بها “وتكمل” ان المهر هو من شرع السماء ويجب على الشاب المتقدم لزواج أن يمتلك كل المقومات التي تؤهله لذلك، وإلا فلا يتقدم للخطبة ويحرج نفسه وأهله”.
ويتحدث أبو احمد من قرية قراوة بني حسان، بأنه زوج بناته بأرخص مهر في القرية، لأنه لا يعتبر ان الزيادة في المهر تعمل على زيادة نسبه المتأخرين عن الزواج من الشباب، كذلك زيادة العنوسه في المجتمع، معللا ذلك بأن “الشاب المستقل الذي لا يستطيع توفير المهر سوف يعمل لسنوات من اجل توفير المبلغ المطلوب”.
وللشرع فصل فيها…
“غير مقبول شرعا” هكذا لخص الدكتور محمد الشريدة المحاضر في كليه الشريعه بجامعة النجاح حديثه عن غلاء المهور قائلا ً: ” إن في الحقيقة ما وصل إليه حالنا بخصوص هذه الظاهرة فإنه يدعو للحيرة، كيف لا لقد أصبحت الفتاه سلعة تقدر بثمن ونسينا قول الحبيب المصطفى ” إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”، ويكمل ان الرسول لم يقل ان أتاكم مهندسا أو طبيبا أو غنيا فزوجوه, فقد حدد الدين والخلق أولا، ولكن نرى اليوم ونسمع مهورا بالآلاف المؤلفة وبدع ما انزل الله بها من سلطان, وفي النهاية إما الزواج يفشل وينفصل العروسين، أو يقوم العريس بعد زفافه بأسبوع ببيع ذهب زوجته لسداد الديون التي استلفها من اجل إكمال تكاليف الزواج.
ويوضح الشريدة بأن كل هذا دفع الكثير من الشباب إلي السفر للخارج من أجل العمل، أو ارتكاب المعاصي، وبالمقابل عنوسة بأعداد رهيبة جدا.. كل ذلك بسبب مغالاة الأهل في التضييق على الزواج.
فهل أصبحت الفتاة في أيامنا هذه سلعة كالبضاعة الكاسدة يطلب من أجلها القليل، أو بضاعة أصلية أخذت شهادة بمواصفات عاليه لكي تلبس من رأسها إلى أخمص قدميها بالذهب والألماس والحرير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق